
ذكرت صحيفة "لا برداد" الاسبانية أن حكومة مقاطعة بلنسية الاسباني، التي تتمتع بالحكم الذاتي، تلقت بيانات تشير إلى أن الهيئات الإسلامية في المقاطعة تضاعفت تقريبا خلال العامين الماضيين وأرجعت الصحيفة ذلك إلى ارتفاع أعداد المسلمين في المقاطعة جراء الهجرة.
لكن جهات إسلامية في بلنسية أكدت أن ارتفاع معدل دخول الاسبان في الإسلام لعب أيضا دورا في ارتفاع نسبة المسلمين في هذه المقاطعة وتزايد عدد الهيئات الممثلة لهم إلى جانب عامل الهجرة.
وبحسب البيانات التي نشرتها الصحيفة الاسبانية في تقرير لها مؤخرا.. بلغ عدد الهيئات الإسلامية في المقاطعة 90 هيئة بعد أن كان 49 هيئة فقط قبل عامين، وبذلك صارت الأقلية المسلمة هناك تحتل المرتبة الثانية بين الطوائف الدينية بالنسبة لعدد الهيئات التابعة لها. وتتبع هذه الهيئات اتحادين رئيسين للمسلمين هما: اتحاد الجاليات الإسلامية والمجلس الإسلامي الأعلى.
وأشارت البيانات أيضا إلى أن عدد المسلمين في بلنسية تجاوز 130 ألف شخص يشكلون 10.95 في المئة من إجمالي الأجانب و2.6 في المئة من إجمالي سكان المقاطعة البالغ نحو مليون ونصف نسمة ولا يتركز المسلمون في منطقة بعينها.
الهجرة ودخول الإسلام
وأرجعت مصادر لم تحدد هويتها صحيفة "لا برداد" ارتفاع أعداد المسلمين في بلنسية وتزايد أعداد الهيئات الممثلة لهم إلى تزايد الهجرة القادمة من شمال أفريقيا (المغرب والجزائر) وغرب أفريقيا (موريتانيا والسنغال ومالي) والشرق الأوسط وباكستان.
وفي تصريحات للصحيفة الاسبانية اعتبر وزير التضامن والمواطنة في بلنسية، رافاييل بلاسكو كاستاني، أن ارتفاع أعداد الهجرة إلى مقاطعة بلنسية يرجع إلى طبيعة سكان المقاطعة المفتوحة على الآخرين والمتسامحة معهم، وفقا لرأيه.
لكن مصادر مسؤولة في الأقلية المسلمة في بلنسية أكدت أن ارتفاع معدل دخول الاسبان في الإسلام لعب دورا كبيرا أيضا في ارتفاع نسبة المسلمين في هذه المقاطعة إلى جانب عامل الهجرة.
وأشار سعيد الرطبي رئيس المجلس الإسلامي الأعلي في بلنسية إلى أن نحو 4 آلاف إسباني يعتنقون الإسلام سنويا في بلنسية". وأضاف، في تصريحات أدلى بها لشبكة "إسلام أون لاين" في سبتمبر 2008: "هناك ابتعاد ما بين معتنقي المسيحية من الاسبان وديانتهم، ما يجعلهم يبدءون رحلة البحث من جديد، والكثيرون منهم يقتربون من الإسلام ولو عن طريق انتقاده، وحين يقتربون يكتشفون أنه مختلف عن الأفكار التي كانوا يحملونها عنه".
ورأى الرطبي أن "ارتفاع عدد معتنقي الإسلام في اسبانيا يعكس ظاهرة عالمية موجودة في أوروبا وأمريكا بوجه خاص".
الإسلام في بلنسية
وكانت بلنسية، التي تقع شرقي إسبانيا، فيما مضى تشكل إحدى ممالك الطوائف الأندلسية وقاعدة من أعظم قواعد الإسلام في الأندلس، إلى أن خرج المسلمين منها عام 1609م.
وفي عام 1960 عاد الإسلام للظهور في المقاطعة بشكل واضح، إلا أنه بدأ يشهد انتشارًا واسعًا كطائفة دينية عام 1989 إثر الهجرة المتزايدة من دول المغرب والجزائر والسنغال وتحول الكثير من الاسبان للإسلام.
ويبلغ عدد المسلمين في اسبانيا نحو 1.3 مليون نسمة، 30% منهم اسبان، ويشكلون قرابة 3% من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 45 مليون نسمة، وفقا لدليل صدر عن مؤسسة البيت العربي التابعة لوزارة الهجرة في العاصمة الاسبانية مدريد أواخر إبريل 2008.
ويشير هذا الدليل إلى أن المغاربة يمثلون الجزء الأكبر بين الأقلية المسلمة في اسبانيا، ويبلغ عددهم نحو 700 ألف نسمة، ثم ذوو الأصول الجزائرية بنحو 50 ألفا، فالباكستانيون الذين يشكلون 40 ألفا، والسنغاليون بأكثر من 30 ألف نسمة.
 
 
 
 



 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق